Name:
Location: القاهرة, Egypt

لتتعرف عليّ اقرأني

Saturday, September 02, 2006

وداعا نجيب محفوظ


محفــوظ فـي حــياة الأهــــــرام

أخر احتفال بعيد ميلاده أقامه له أسامة سرايا رئيس التحرير
قد تكون مصادفة‏,‏ لكنها من تلك المصادفات المفتاح التي ترسم ملامح طريق وتخط علاقة ممتدة في الزمان وحياة البشر‏.‏

وهل ثمة مصادفة لها مغزي أكثر من أن يتأسس الأهرام في‏27‏ ديسمبر‏1875‏ باعرق احياء الإسكندرية وان يولد نجيب محفوظ في‏11‏ ديسمبر في‏1911‏ باعرق احياء القاهرة صحيح ان الفارق بينهما‏36‏ عاما وستة عشرة يوما لكنه الفارق بين عمر كيان حضاري يشي بأن مصر تبحث عن نفسها وتحاول ان تجد لها مكانا في عصر جديد بأدوات لم يألفها المصريون من قبل‏,‏ وإنسان عبقري تشرق شمسه علي وطنه في لحظة فارقة فيأخذ هذا الوطن الضارب بأطنابه في التاريخ إلي ذلك العالم الجديد ويجدد له بعضا من شرايينه وخلايا عقله‏!‏


وفى مكتبة بالدور الخامس بالأهرام .. حتى بعد مماته لن يغيب أديب نوبل


وإذا كانت الأهرام ولادة عربية في واحدة من أقدم المدن المصرية علي يد أسرة مهاجرة من بلاد الشام زرعت نفسها في تربة شديدة التسامح والعطاء فنجيب محفوظ هو الوصلة التي تربط هذا الوطن بتراثه وحضارته المصرية القديمة لتكون علاقة الأهرام بنجيب محفوظ هي تجسيد بالصوت والصورة لـ عبقرية مصرية في الزمان والمكان‏,‏ خلطة من حضارة مصر القديمة والعرب وعصرها الحديث‏!‏

والأهرام ليست مجرد جريدة سيارة وإنما هي ديوان الحياة المصرية بالوقائع والأحداث والحوادث والناس كما وصفها المؤرخ الدكتور يونان لبيب رزق ونجيب محفوظ ليس مجرد روائي عبقري لانظير له وإنما هو ديوان الحياة المصرية بالدراما والشخصيات والرصد والتفسير‏!‏


حتى وهو على فراش المرض لم يفارقه الأهرام
ومن يقرأ الأهرام ويمتد بصره إلي اوراقه الصفراء عبر مائة وثلاثين عاما يستطيع ان يعرف ماذا حدث في مصر بالضبط ومن يقرأ روايات نجيب محفوظ عبر أكثر من سبعين عاما يستطيع ان يجيب عن السؤال الصعب‏:‏ لماذا حدث ما حدث بها‏!‏

والمصادفات المتفرقة لابد لها أن تجتمع في موعدها المحدد سلفا حتي تكتمل دائرتها وتعطي معناها الكامن فيها‏!‏

وكان موعد اللقاء في شهر سبتمبر من العام‏1959‏ حين وقع الأهرام عقدا مع الأستاذ نجيب ليستأثر الأهرام بنشر كل أعماله الابداعية الجديدة علي صفحاته‏.‏
وأيضا ثمة مصادفة في الشهر وتداعيات نشر أول تلك الأعمال‏.‏

فشهر سبتمبر هو الذي خرج فيه أول اعداد الأهرام إلي النور لتتحول الفكرة النبيلة إلي واقع جديد في حياة المصريين لكن قبل ذلك العام بـ‏83‏ سنة والعمل الأول كان رواية اولاد حارتنا تلك الرواية الرائعة التي اقامت الدنيا ولم تقعدها ولم يكن ممكنا ان تنشر الا في الأهرام تحت قيادة اللامع الكبير محمد حسنين هيكل واولاد حارتنا هي أيضا واقع جديد في فن الرواية العربية وفي حياة مؤلفها‏!‏

كان نجيب محفوظ وقتها مازال موظفا حكوميا وبمجرد أن خرج الي المعاش تلقفته الأهرام فخورة به مزهوة بانضمامه إلي أسرتها عضوا عاملا فاعلا إلي جانب عمالقة كبار‏,‏ توفيق الحكيم‏.‏ ويوسف ادريس والدكتور لويس عوض والدكتور حسين فوزي وكوكبة من النجوم الزاهرة في حياة الثقافة المصرية‏!‏
كان لقاء نجيب محفوظ والأهرام حتميا‏.‏
وإذا كان نجيب قد غادرنا جسديا في رحلته الابدية لكنه لن يغادر الأهرام أبدا‏!‏
الأهرام
31/8/2006



0 Comments:

Post a Comment

<< Home