مجلة كاتب وناقد

Name:
Location: القاهرة, Egypt

لتتعرف عليّ اقرأني

Thursday, November 30, 2006

لا تفقد ارادة البقاء



لا تفقد ارادة البقاء
لا أدري لم يفقد كيان ارادة البقاء
ويزعم انه قد اراد يوما الحياة
كلما اردت الحياة حاربك أعداء الحياة
هم أموات ظنوا الحياة ترفا
واختزلوا الانسان الي أرقام
واختزلوا عمره إلي أعداد
واختزلوا حلمه إلي أوهام
وبرعوا في قتل براعم قيم
براعم أمل
براعم حياة
أتراهم عشقوا موت الروح
وضنوا بها علي العباد
لا يكفيهم موت أرواحهم
ليمت كل ذي روح وحلم
وآمال
هذا نداؤهم نداء الفناء
لا أدري لم نخضع لطبيعة الآلات
فلا تدري من السيد ومن المسود؟
ذلك الذي يخضعك لبرودة الجماد
الذي يقطع صلتك بالكون
بالانسان
.بالذات0
بكل ما هو قيم خالد
أم ذاك الذي هو معجب بعبقرية الآلات
كأنك في حاجة لخضوع لعقل
كل
عبقريتك... لنفسك ...
ونسيت خالق الأسباب
ونسيت ملهمك
الابداع
لا أدري لم اذا تراءي لنا ضوء حقيقة ما
تفرق الجمع بدون ادراك
بدون رغبة في الحياة
وهي تمنح لهم كل ثانية في الزمان
لم يتعامي الناس عن كنز منح لهم
أيظن أولئك أنهم أحياء
لا أدري
لم يقتلنا الندم
بدلا من أن يحيينا الامل
ونهرب في لحظات مضت من رهبة أيام
لا نريدهالا تريد اكتشاف كينونتها
لا تريد الا ما يطمس كل روح
لناالا ما يسكت حنين لحرية الاختيار
صدقني ان قلت لك
ان كان لك بصيص من الامل
فانت صنديد شجاع
وان كنت ذو حلم وخيال وآمال
فستفتقد كل قيمة تبذل لها الحياة
وان كنت ذو رؤية وفكر والهام
فأنت جسور عبقري
فقد حميت نفسك من طوفان الجهل والعادات
مي حواس16—3-2006

Thursday, October 05, 2006

قصة قصيرة

الخطافة

انتظرت أوبتك باشتياق ، أيام طويلة تمضي وانا امني النفس أنني سألقاك ، لازلت معي بروحك ، وان كنت بعيدا ، تفرق بيننا المسافات الطويلة ، أترقب أنبائك ، أتلهف لسماع أخبارك وتمضي السنون وأنا أحيا على ذكراك المتوهجة في خاطري ، وفجأة وأنا احلم باللقاء رايتك الى جانبي ، اهرع الى لقيا ك ، لنحيي الأمل الذي مافتيء يعيش في قلبي ، نتبادل الذكريات ، أحاديث عذبة تدور بيننا ،،، ونحن نعيد حكايات الماضي التي لم تزل حية ، نتذكر اللقاء الاول حين كنا صغارا ، نلهو مع الزمان
- تراني واقفة ، انظر الى الكون بانبهار ، أتأمل الشمس بأشعتها الفضية الجميلة ، تعاجلني بقبلة سريعة ، تبتعد قليلا ، الحق بك ، أقف أمامك ، وكأن قطرات من المطر تصيب روحي فتنعشها
- ولكنك صغيرة بالنسبة لي
أقف متشبثة بفرحي ، ترى إصرارا يحيط بي ...
-الا زلت تقفزين فوق السطوح ؟ اذهبي الى سطح منزلك ، واقفزي الى السطح الثاني والثالث ثم الرابع والخامس ، ستجدينني أمامك
الدنيا لا تسعني من البهجة ، العالم كله طوع أناملي ، أنفذ توجيهاتك في التو ، اقفز الجدران الواطئة بين السطوح واصل الى سطحكم ، اجلس قربك منتشية ، اتطلع اليك بوله طفلة وإعجاب ، تأخذ شعري بيديك ، تضفره وتطلقه ، تشكل منه كرات صغيرة ، وانا مبهورة لان العالم في قبضتي تحدثني حديثا طويلا عن الناس والعالم يثير إعجابي وان كنت لا افقه منه شيئا ، ترسمني ، ترسم العينين اولا ، ثم الوجنتين والفم والعنق ، تكمل الوجه ، أي سعادة تغمرني بدفئها حينذاك ، كل ظهيرة من الصيف الخانق ، ينام أفراد الأسرة كلهم ، وبعد ان يستبد بهم النعاس أتسلق السطوح ، أمك وحدها تبقى معنا تغزل باستمرار ، وكأنها تحوك للناس أحلامهم ، يداها عجيبتان سريعتان ، وعيناها تتطلع بين الحين والآخر الينا وكلها ثقة أننا نحسن التصرف ، يطول بنا اللقاء ، نصنع طيارات ورقية ، نجري بالسطح ونطير الطيارة ، أنجمها بعيدة بعمق السماء ، توافق على طلبي وتصنع لك طيارة أخرى ، نشعل شمعة وهاجة في وسط الطيارة ، أراها خافقة في السماء ، فتصبح نجمة مضيئة في قلبي
امرأة ممتلئة في العقد الخامس من العمر ، تمسكني من الكتف ، ترجني وتأمرني
- أيتها السارقة ،، لقد خطفت مني حظي
- من تكونين أيتها المرأة ؟ أنا لا أعرفك ، ولم اخطف منك شيئا
الذكريات تتراءى ، نأتي عليها بلهفة
نمضي الى البستان ، تحملني ، تضعني فوق الشجرة ، وتذهب لتصنع لي باقة من ورد احمر تعرف إني اعشقه ، نتطلع الى عصفورين يتناجيان ، أتمناك قربي فوق الشجرة تصنع لي عشي
- هاتي حظي ، أيتها السارقة ، أعيدي لي ما سرقته مني ، هذا الرجل الذي بجانبك هو حظي
- لكنه جاء من اجلي ، هو حبيب طفولتي
- لا رجل لك ، انظري هنا ... أمامي اسمك ورسمك
- هذا الرجل لي
- لا رجل لك ,,,, قصص الحب عندك مبتورة منذ البداية ،،، انظري الى الرسوم هنا ،،، الرجل الذي تحبينه طوال عمرك ذهب عنك ونسيك ، والذي جاءك يسعى ، اجلس امرأة أخرى على ركبتيه في ليلتكما الثانية ، وتركك ترتعشين من الغم ، وهذا الذي بجانبك جاء إحياء للذكرى وليس من أجلك
نجري في الطرقات ، لا أحد بقربنا ، ننظر بفرحة طاغية الى أنفسنا ، أي قدرة على الابتهاج كنا نملك ذلك الحين ؟ أجزاء جسمي وروحي تشع سعادة ، كنت أقوى مخلوقة
- سأذهب لإكمال دراستي ، وأعود جديرا بك
يطول بك الغياب أشعر بالعجز لبعدك ـ تهجرني إرادتي ، وأصبح مشلولة أمام قوى تريد اختراقي
- هاتي حظي ، ولا تتشبثي
تعود من السفر وتهرع لرؤيتي ، واذا بك أمام مخلوقة أخرى ضعيفة مستسلمة
تتهمني أنني قد تدهورت وأنني لست من أحببتها ، اقسم أنني نفس المخلوقة ، لا تبالي بقسمي ، وتدعي انني لم اظهر فرحي بعودتك
- أعيدي لي ما خطفت
تأتيني عندما اشعر أنني قد أصابني الضعف واستولى على نفسي الخنوع
المراة تتطلع الي بإمعان ، تمد يدها ، تمسك يدك ،تذهب معها طائعا ، ابقى وحدي ، تلتفت لي :
- فرصة أخيرة لك ، انه بعيد ويهواك ، اطلعي البحار من اجله ، وحين تصلين إليه تعيشين ثلاثة أيام في الجنة ثم يتركك الى العالم الآخر

صبيحة شبر




Thursday, September 28, 2006

نزاريات 1- ثلاثية أطفال الحجارة

ثلاثية أطفال الحجارة

----------------------

بهروا الدنيا
وما في يدهم إلا الحجارة
وأضاءوا كالقناديل
وجاءوا كالبشارة
قاوموا
وانفجروا
واستشهدوا
وبقينا دببا قطبية
صفحت أجسادها ضد الحرارة
قاتلوا عنا
إلى أن قتلوا
وبقينا في مقاهينا
كبصاق المحارة
واحد
يبحث منا عن تجارة
واحد
يطلب مليارا جديدا
وزواجا رابعا
ونهودا صقلتهن الحضارة
واحد
يبحث في لندن عن قصر منيف
واحد
يعمل سمسار سلاح
واحد
يطلب في البارات ثاره
واحد
يبحث عن عرش وجيش
وامارة

آه يا جيل الخيانات
ويا جيل العمولات
ويا جيل النفايات
ويا جيل الدعارة
سوف يجتاحك مهما أبطأ التاريخ
أطفال الحجارة

يا تلاميذ غزة
علمونا
بعض ما عندكم
فنحن نسينا
علمونا
بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال
صاروا عجينا
علمونا
كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال
ماسا ثمينا
كيف تغدو
دراجة الطفل لغما
وشريط الحرير
يغدو كمينا
كيف مصاصة الحليب
إذا ما اعتقلوها
تحولت سكينا
يا تلاميذ غزة
لا تبالوا
بأذاعاتنا
ولا تسمعونا
اضربوا
اضربوا
بكل قواكم
واحزموا أمركم
ولا تسألونا
نحن أهل الحساب
والجمع
والطرح
فخوضوا حروبكم
واتركونا
إننا الهاربون
من خدمة الجيش
فهاتوا حبالكم
واشنقونا
نحن موتى
لا يملكون ضريحا
ويتامى
لا يملكون عيونا
قد لزمنا جحورنا
وطلبنا منكم
أن تقاتلوا التنينا
قد صغرنا أمامكم
ألف قرن
وكبرتم
خلال شهر قرونا

يا تلاميذ غزة
لا تعودوا
لكتاباتنا ولا تقرأونا
نحن آباؤكم
فلا تشبهونا
نحن أصنامكم
فلا تعبدونا
نتعاطى
القات السياسي
والقمع
ونبني مقابرا
وسجونا
حررونا
من عقدة الخوف فينا
واطردوا
من رؤوسنا الافيونا

علمونا
فن التشبث بالأرض
ولا تتركوا
المسيح حزينا
يا أحباءنا الصغار
سلاما
جعل الله يومكم
ياسمينا
من شقوق الأرض الخراب
طلعتم
وزرعتم جراحنا
نسرينا
هذه ثورة الدفاتر
والحبر
فكونوا على الشفاه
لحونا
أمطرونا
بطولة وشموخا
واغسلونا من قبحنا
اغسلونا
لا تخافوا موسى
ولا سحر موسى
واستعدوا
لتقطفوا الزيتونا
إن هذا العصر اليهودي
وهم
سوف ينهار
لو ملكنا اليقينا
يا مجانين غزة
ألف أهلا
بالمجانين
إن هم حررونا
إن عصر العقل السياسي
ولى من زمان
فعلمونا الجنونا
يرمي حجرا
أو حجرين
يقطع افعى اسرائيل الى نصفين
يمضغ لحم الدبابات
ويأتينا
من غير يدين
في لحظات
تظهر ارض فوق الغيم
ويولد وطن في العينين
في لحظات
تظهر حيفا
تظهر يافا
تأتي غزة في أمواج البحر
تضيء القدس
كمئذنة بين الشفتين
يرسم فرسا
من ياقوت الفجر
ويدخل
كالاسكندر ذي القرنين
يخلع أبواب التاريخ
وينهي عصر الحشاشين
ويقفل سوق القوادين
ويقطع أيدي المرتزقين
ويلقي تركة اهل الكهف
عن الكتفين
في لحظات
تحبل أشجار الزيتون
يدر حليب في الثديين
يرسم أرضا في طبريا
يزرع فيها سنبلتين
يرسم بيتا فوق الكرمل
يرسم أما تطحن عند الباب
وفنجانين
في لحظات تهجم رائحة الليمون
ويولد وطن في العينين
يرمي قمرا من عينيه السوداوين
وقد يرمي قمرين
يرمي قلما
يرمي كتبا
يرمي حبرا
يرمي صمغا
يرمي كراسات الرسم
وفرشاة الألوان
تصرخ مريم يا ولداه
وتأخذه بين الأحضان
يسقط ولد
في لحظات
يولد آلاف الصبيان
يكسف قمر غزاوي
في لحظات
يطلع قمر من بيسان
يدخل وطن للزنزانة
يولد وطن في العينين
ينفض عن نعليه الرمل
ويدخل في مملكة الماء
يفتح أفقا آخر
يبدع زمنا آخر
يكتب نصا آخر
يكسر ذاكرة الصحراء
يقتل لغة مستهلكة
منذ الهمزة حتى الياء
يفتح ثقبا في القاموس
ويعلن موت النحو
وموت قصائدنا العصماء
يرمي حجرا
يبدأ وجه فلسطين
يتشكل مثل قصيدة شعر
يرمي الحجر الثاني
تطفو عكا فوق الماء قصيدة شعر
يرمي الحجر الثالث
تطلع رام الله بنفسجة من ليل القهر
يرمي الحجر العاشر
حتى يظهر وجه الله
ويظهر نور الفجر
يرمي حجر الثورة
حتى يسقط آخر فاشستي
من فاشست العصر
يرمي
يرمي
يرمي
حتى يقلع نجمة داوود
بيديه
ويرميها في البحر
تسأل عن الصحف الكبرى
أي نبي هذا القادم من كنعان ؟
أي صبي
هذا الخارج من رحم الأحزان ؟
أي نبات أسطوري
هذا الطالع من بين الجدران ؟
أي نهور من ياقوت
فاضت من ورق القران ؟
يسأل عنه العرافون
ويسأل عنه الصوفيون
ويسأل عنه البوذيون
ويسأل عنه ملوك الجان
من هو الولد الطالع
مثل الخوخ الأحمر
من شجر النسيان ؟
من هو هذا الولد الطافش
من صور الأجداد
ومن كذب الأحفاد
ومن سروال بني قحطان ؟
من هو هذا الباحث
عن أزهار الحب
وعن شمس الإنسان ؟
ومن هو هذا الولد المشتعل العينين
كآلهة اليونان ؟
يسأل عنه المضطهدون
ويسأل عنه المقموعون
ويسأل عنه المنفيون
وتسأل عنه عصافير خلف القضبان
من هو هذا آلاتي
من أوجاع الشمع
ومن كتب الرهبان ؟
من هو هذا الولد
التبدأ في عينيه
بدايات الأكوان ؟
من هو
هذا الولد الزارع
قمح الثورة
في كل مكان ؟؟
يكتب عنه القصصيون
ويروي قصته الركبان
من هو هذا الطفل الهارب من شلل الأطفال
ومن سوس الكلمات ؟
من هو ؟
هذا الطافش من مزبلة الصبر
ومن لغة الأموات ؟
تسأل صحف العالم
كيف صبي مثل الوردة
يمحو العالم بالممحاة ؟
تسأل صحف في أمريكا
كيف صبي غزاوي
حيفاوي
عكاوي
نابلسي
يقلب شاحنة التاريخ
ويكسر بللور التوراة ؟؟

Sunday, September 24, 2006

قصة قصيرة


الصورة و زجاجة العطر

....قصة قصيرة ...
هناك دائما بعض الذكريات الأليمة ...منها مثلا ما تركتها له.
صورة ضوئية صغيرة مكتوب خلفها بخط أنثوي رقيق كلمة "بحبك"و زجاجة عطر لا بأس بها ...*********************
أمسك بممحاة ..و إلتقط الصورة في تصميم و أخذ يمحي بمنتهي الحرص كلمة بحبكإستغرق الأمر بعض دقائق حتي أزالها تماما .
.**********************
و في الثلث الأخير من الليل حيث لا يوجد ما يحيل بينه و بين شواهد القبور سوي ضوء القمر.
.إتجه رأسا نحو قبر ما بعينه ...
نبش القبر و هو يتصبب عرقاإلتقط الصورة بعدما محي من عليها كلمة "بحبك"ثم وضعها في مكان قصي في القبرو أحال عليها التراب حتي غمرها تماما .
تلذذ بمشهد زجاجة العطر و هي تحترق امامةالنيران تزداد توهجا في الزجاجة و تخبو رويدا رويدا في قلبة...سمع صوت الفرقعة الأخيرة لزجاجة العطر...ثم نهض و هو هاديء النفس قليلا..**********************
جالسا في منزلة في حجرتة وحيدا ...
و الضوء الخافت يبعث شعورا مقيتا يدعو للصمتيشعر إنه مازال يحمل بعض الذكريات .
.أخذ يفتش عنه ..إندهش قليلا فهو تخلص من ذكرياتةالصورة و زجاجة العطر..
بحث جيدا حتي إنتزع قلبة ..فوجد بعض الذكريات في ركن ما به.
.أخرج مسدسة و جذب الزناد.
.أغمد المسدس في قلبة و ضغط الزناد
و هوي كالصخر
..تمت
إيهاب الخضرى
مصر-10-2005

Saturday, September 23, 2006

عامى


(قصيدة لم تنشر من قبل للشاعر أمين حداد)
القرن العشرين راح يفضل
في القرن الواحد والعشرين
وشباب الجامعه حيفضلوا
في الأتوبيس وفي الميكروباس
والحزن اللي دايماً يتقلب لتريقه
وأحياناً لأغنيه
راح يفضل جوه الشخصيه المصريه
وعقلى حيفضل في الحاره الضيقه
والشمس في المعلقه
تنور الشاي في الصباح
وصور المجلات حتفضل متعلقه
عند الجزمجيه
والقطن من الفلاح للمرتبه والجراح
ورف الصيدليه
طفولة الأمهات
حتفضل فى الصور بالمايوهات
الزمن اللي فات يعنى الزمن اللي ما ضاعش
يعنى تحاسب منه
ممكن ينقض عليك من أيها ناحيه
اوعى تصدق أي حقايق تانيه
كداب اللي يقولك إن الدنيا ماهيش داريه
أو إننا بره الدايره
أو إن تاريخنا هزائم متتاليه
كداب اللي يقولك إن ولادك مش عايزين يقعدوا وياك
وان المدن الجامعيه ناويه على الهجره الجماعيه
وان الأرض الزراعيه دخلت كردون الخرسانه
وان جميع أحلامك خسرانه
مبنيه على الذل
وان الخيبه طايله الكل
كداب اللى يقولك ان العادي ... عياط
والدخنه الليليه ماليه الدنيا شياط
وتخلي عينيك بتبظ
كداب اللي يقولك قش الرز
كداب اللي يقولك ورد النيل
كداب اللي يقولك مات قنديل
وان الحب قليل
وان القبح جميل
وان ميزان الدنيا يميل
ويطبب أحزانك
كل ده كدب في كدب
الناس قدامك ماشيه وفارده ضهورها
جايه بزهدها وفجورها
من أيامها لأيامك للأيام الجايه
يعنى سواقي الأرض
يعنى الترس يسلم ترس
يعنى الأيام بتورث بعض
والإنسان الإرث
يعنى اللي بيجرى ورا القرش
يعنى اللي بيحزن ويهزر
وبيسهر فى الأزهر
ويبسمل ويبخر ويزور الأوليه
يعنى القلب الأخضر
يعنى سمار الوش
يعنى شهيد ما خلصش لساه قادر
على التضحيه
نقلا عن الشارع الأدبى

شعر


في الأربعين
مريد البرغوثي

وها نحن في الأربعين، معا
غير أني أسير إليك، بعيدين
لكن خطاك تحاذي خطاي
وهذا الرماد الذي يعتلي مفرقينا
كذبنا عليه مرارا، ويكذب دوما علينا
كأن الزمان رياح على جمرتينا
حديثك شمس الشتاء وصمتك ليل وناي
وعيناك مسألة في الحساب
تحير فيها سواي
وما زلت لا أشتهي أن أكون أقل ارتباكا
إذا صافحتني يدك
أو أقل فجورا إذا عانقتك يداى

قصيدة نثر


إحترام ماركس
إيمان مرسال

أمامَ الفترينات المضيئة
المُزدهرةِ بالملابس الداخليّة
لا أستطيعُ أن أمنعََ نفسي
من التفكير في ماركس
احترامُ ماركس
هو الشيءُ الوحيدُ المشترك بين مَن أحبّوني
وسمحتُ لهم أن يخدشوا - بنسبٍ مختلفةٍ -
عرائسَ القُطنِ
المُخبّأة في جسدي
ماركس
ماركس
لن أُسامحَهُ أبدا!

شعر

خالي بهاء جاهين - أحمد حداد

كتب أحمد حداد القصيدة التالية بعد أن أعطاه بهاء جاهين أول درس في أوزان الشعر__
خالي بهاء جاهين
خالي اسماعيل يس
خالي صلاح الدين
خالي خالو بهاء
ريحته سجاير وساعات بن
مُستفعلاتُن مُستفعلُن
شاعر فصيح على ما أظن
الشعر عنده دايماً داء
سلام عليه وعلى جلاليبه
سجايره دي ساكنة في جيبه
كرشه الكبير ده مش عيبه
بل هو ده شكل الشعراء
ده ابن بابا نويل الابيض
من المصايف بقى أسمر
شعره حبيب قلمه الأسود
قلمه حبيب ورقه الأصفر
يغيب في بنها وييجي في بولاق
في النزهة إسمه الحاج بهاء

Saturday, September 02, 2006

وداعا نجيب محفوظ


محفــوظ فـي حــياة الأهــــــرام

أخر احتفال بعيد ميلاده أقامه له أسامة سرايا رئيس التحرير
قد تكون مصادفة‏,‏ لكنها من تلك المصادفات المفتاح التي ترسم ملامح طريق وتخط علاقة ممتدة في الزمان وحياة البشر‏.‏

وهل ثمة مصادفة لها مغزي أكثر من أن يتأسس الأهرام في‏27‏ ديسمبر‏1875‏ باعرق احياء الإسكندرية وان يولد نجيب محفوظ في‏11‏ ديسمبر في‏1911‏ باعرق احياء القاهرة صحيح ان الفارق بينهما‏36‏ عاما وستة عشرة يوما لكنه الفارق بين عمر كيان حضاري يشي بأن مصر تبحث عن نفسها وتحاول ان تجد لها مكانا في عصر جديد بأدوات لم يألفها المصريون من قبل‏,‏ وإنسان عبقري تشرق شمسه علي وطنه في لحظة فارقة فيأخذ هذا الوطن الضارب بأطنابه في التاريخ إلي ذلك العالم الجديد ويجدد له بعضا من شرايينه وخلايا عقله‏!‏


وفى مكتبة بالدور الخامس بالأهرام .. حتى بعد مماته لن يغيب أديب نوبل


وإذا كانت الأهرام ولادة عربية في واحدة من أقدم المدن المصرية علي يد أسرة مهاجرة من بلاد الشام زرعت نفسها في تربة شديدة التسامح والعطاء فنجيب محفوظ هو الوصلة التي تربط هذا الوطن بتراثه وحضارته المصرية القديمة لتكون علاقة الأهرام بنجيب محفوظ هي تجسيد بالصوت والصورة لـ عبقرية مصرية في الزمان والمكان‏,‏ خلطة من حضارة مصر القديمة والعرب وعصرها الحديث‏!‏

والأهرام ليست مجرد جريدة سيارة وإنما هي ديوان الحياة المصرية بالوقائع والأحداث والحوادث والناس كما وصفها المؤرخ الدكتور يونان لبيب رزق ونجيب محفوظ ليس مجرد روائي عبقري لانظير له وإنما هو ديوان الحياة المصرية بالدراما والشخصيات والرصد والتفسير‏!‏


حتى وهو على فراش المرض لم يفارقه الأهرام
ومن يقرأ الأهرام ويمتد بصره إلي اوراقه الصفراء عبر مائة وثلاثين عاما يستطيع ان يعرف ماذا حدث في مصر بالضبط ومن يقرأ روايات نجيب محفوظ عبر أكثر من سبعين عاما يستطيع ان يجيب عن السؤال الصعب‏:‏ لماذا حدث ما حدث بها‏!‏

والمصادفات المتفرقة لابد لها أن تجتمع في موعدها المحدد سلفا حتي تكتمل دائرتها وتعطي معناها الكامن فيها‏!‏

وكان موعد اللقاء في شهر سبتمبر من العام‏1959‏ حين وقع الأهرام عقدا مع الأستاذ نجيب ليستأثر الأهرام بنشر كل أعماله الابداعية الجديدة علي صفحاته‏.‏
وأيضا ثمة مصادفة في الشهر وتداعيات نشر أول تلك الأعمال‏.‏

فشهر سبتمبر هو الذي خرج فيه أول اعداد الأهرام إلي النور لتتحول الفكرة النبيلة إلي واقع جديد في حياة المصريين لكن قبل ذلك العام بـ‏83‏ سنة والعمل الأول كان رواية اولاد حارتنا تلك الرواية الرائعة التي اقامت الدنيا ولم تقعدها ولم يكن ممكنا ان تنشر الا في الأهرام تحت قيادة اللامع الكبير محمد حسنين هيكل واولاد حارتنا هي أيضا واقع جديد في فن الرواية العربية وفي حياة مؤلفها‏!‏

كان نجيب محفوظ وقتها مازال موظفا حكوميا وبمجرد أن خرج الي المعاش تلقفته الأهرام فخورة به مزهوة بانضمامه إلي أسرتها عضوا عاملا فاعلا إلي جانب عمالقة كبار‏,‏ توفيق الحكيم‏.‏ ويوسف ادريس والدكتور لويس عوض والدكتور حسين فوزي وكوكبة من النجوم الزاهرة في حياة الثقافة المصرية‏!‏
كان لقاء نجيب محفوظ والأهرام حتميا‏.‏
وإذا كان نجيب قد غادرنا جسديا في رحلته الابدية لكنه لن يغادر الأهرام أبدا‏!‏
الأهرام
31/8/2006



وداعا نجيب محفوظ

وداعا نجــــيب محفوظ

تودع مصر صباح اليوم في جنازة شعبية وعسكرية مهيبة الأديب العالمي نجيب محفوظ‏,‏ الذي وافته المنية صباح أمس عن عمر يناهز‏95‏ عاما‏,‏ بعد صراع طويل مع المرض‏.‏وقد نعي الرئيس حسني مبارك أديب نوبل الكبير إلي شعب مصر‏,‏ والأمة العربية‏,‏ والعالم‏.‏ووصف الرئيس مبارك ـ في بيان صدر عن رئاسة الجمهورية أمس ـ الأديب الكبير نجيب محفوظ بأنه علم من أعلام الفكر والثقافة‏,‏ وروائي فذ‏,‏ ومفكر مستنير‏,‏ وقلم مبدع‏,‏ وكاتب خرج بالثقافة العربية وآدابها إلي العالمية‏.‏وقال الرئيس مبارك‏:‏ إن نجيب محفوظ انحاز بقلمه لشعب مصر‏,‏ وتاريخه‏,‏ وقضاياه‏,‏ وعبر بإبداعه عن القيم المشتركة للإنسانية‏,‏ ونشر بكتاباته قيم التنوير‏,‏ والتسامح النابذة للغلو والتطرف‏,‏ وكان حصوله علي جائزة نوبل للآداب اعترافا بإسهام الفكر العربي في حضارة الإنسانية وتراثها المعاصر‏.‏وأضاف البيان أن الرئيس مبارك إذ ينعي هذا المصري البار لشعب مصر‏,‏ وأمتها العربية‏,‏ والعالم‏,‏ ليعرب عن خالص عزائه ومواساته لأسرة الفقيد الراحل‏,‏ ولمحبيه‏,‏ والعارفين بفضله‏,‏ داعيا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته‏,‏ وأن يجزيه عن عطائه لوطنه وأمته خير الجزاء‏.‏وعلي جانب آخر‏,‏ نعي الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأديب الكبير نجيب محفوظ‏,‏ ووصفه بأنه أحد الأعلام الثقافية المصرية‏,‏ وأحد أعمدة الأدب العربي المعاصر‏,‏ تميزت أعماله بالواقعية ومثلت تأريخا للتطور الاجتماعي في مصر‏.‏وقال‏:‏ لقد نال جائزة نوبل بجدارة تقديرا من المجتمع العالمي لعمله الأدبي المتفرد‏.‏صرح بذلك الدكتور مجدي راضي المتحدث باسم مجلس الوزراء‏.‏وأكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أن وفاة الأديب العالمي نجيب محفوظ تمثل خسارة لرصيد الفكر والأدب في مصر والعالم‏.‏وصرح مصدر مسئول بأن الأديب الكبير ستقام له جنازتان‏,‏ الأولي شعبية حسب رغبته‏,‏ وتبدأ في العاشرة من صباح اليوم من مسجد الإمام الحسين‏,‏ حيث تقام الصلاة عليه بقلب المنطقة الشعبية التي عاش فيها الراحل وسط أهله وأصدقائه‏.‏أما الجنازة الثانية فهي عسكرية‏,‏ وتقام عقب صلاة الظهر اليوم من مسجد آل رشدان بمدينة نصر‏.‏ويتقدم الجنازة العسكرية المهيبة كبار المسئولين والأدباء والصحفيين من مصر والعالم العربي‏,‏ وسينقل جثمان الأديب الكبير علي عربة مدفع تجرها الخيول‏,‏ ويلف الجثمان بعلم مصر التي طالما عشقها وأحبها‏,‏ وعبر عنها في كل أعماله الأدبية وروائعه الفنية في مختلف مراحلها السياسية والاقتصادية والفنية‏.‏وسيتقدم الجنازة حملة أكاليل الزهور من مختلف المؤسسات والهيئات‏,‏ وحملة الأوسمة والجوائز التي حصل عليها الفقيد الكبير طوال مشوار حياته‏,‏ وفي مقدمتها قلادة النيل‏,‏ وهي أعلي وسام في مصر‏,‏ الذي منحه الرئيس حسني مبارك للأديب الكبير تقديرا لمكانته الرفيعة‏,‏ وإثرائه الأدب المصري والعربي‏,‏ الذي ترجم إلي العديد من اللغات العالمية لينقل أدب مصر وحضارتها وثقافتها إلي مختلف المحافل الأدبية والثقافية في أنحاء العالم‏.‏وسيتم دفن جثمان الأديب العالمي في مقابر أسرته بطريق الفيوم‏.‏وتقام ليلة التعزية في فقيد مصر والأمة العربية مساء غد بمسجد الحامدية الشاذلية بالقاهرة‏.‏ومن مستشفي العجوزة بالجيزة‏,‏ أعلن الدكتور حسام موافي رئيس الفريق الطبي المعالج للأديب الكبير أن الوفاة حدثت في الساعة الثامنة وعشر دقائق من صباح أمس نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية‏,‏ حيث توقف القلب عن الحياة مرتين‏,‏ الأولي في السابعة من مساء أمس الأول‏,‏ وتم عمل الإسعافات‏,‏ ووضعه علي أجهزة الإفاقة والتنفس الصناعي‏,‏ ونجح الفريق المعالج في إعادة القلب إلي الحياة‏,‏ والمرة الثانية كانت في الساعة الثامنة من صباح أمس‏,‏ ولم تفلح محاولات الأطباء‏,‏ ووافته المنية‏.‏وقد أعرب عدد كبير من زعماء العرب والعالم عن تعازيهم لمصر في فقيدها الكبير‏,‏ وأشادوا بإسهاماته المتميزة في إثراء الحضارة الإنسانية‏.‏وقد عبر الرئيس الأمريكي جورج بوش عن حزنه لرحيل الكاتب الكبير نجيب محفوظ وقال إن كتاباته تتجاوز جميع التصورات‏,‏ وستواصل تعريف مصر للأمريكيين والقراء في أنحاء العالم‏.‏كما أعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن تعازيه لرحيل نجيب محفوظ.‏
الأهرام
31/8/2006‏

رأى ساخط



عن مهرجان المسرح المصرى ..
مهرجان بلا روح .. ووزير بلا قلب
ثقافة تحتضر ومسرح يعاد حرقه
ناصر كامل


"دي باين فيه حريقة قالتها سيدة مسنة: تجر خلفها صبي محكٌمة إمساكها بكفه: ومضت في طريقها تهرول فزعة،والصبي خلفها يحاول مجارتها متلفتا حوله بقلق وحيرة. كانت سيارة الإسعاف تقف خلف سيارة إطفاء الحرائق،وأمامهما تقف سيارتا نجدة،وكان المدعون لحضور المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الأولي يدخلون مسرح الجمهورية،غير منتبهين للمشهد الدال،الذي يلخص بحق إحدي علامات احتضار الثقافة المصرية:ببطء قاس ومؤلم منذ زمن طويل:ويعبر عن شعور الناس بغربة عن أنشطة مؤسسات الدولة الثقافية المنعزلة بعيدا عنهم.
لم يكن الحضور كافيا لملأ مقاعد المسرح . وبدأ حفل الافتتاح كالعادة متأخرا عن موعده المحدد والمعلن. وكالعادة أيضا كان الحفل من إخراج وليد عوني،الذي يقاسمه المخرج خالد جلال إخراج حفلات افتتاح كل مهرجانات وزارة الثقافة :وأحيانا مهرجانات وزارات وهيئات أخري .

فتح ستار المسرح علي شاب نائم علي الخشبة في وضع الجنين:ركبتاه مضمومتان إلي صدره،وهو عاري إلا من شورت قصير خلفه ستارة بيضاء .بدأ العرض بحركات بسيطة للشاب النائم ما يوحي بانطلاق الميلاد،وخلفه :ومن وراء الستارة البيضاء:تثب للأمام: باتجاه الشاب والجمهور: وجوه وأياد وأرجل وأجساد،ما يوحي بالأشباح.وبإيقاع متزامن يتحرك الشاب والأشباح كل في اتجاه الأخر حتي تم "الميلاد ويتصارع المولود والأشباح القادمة من الخلف،من الماضي ،فينتصر المولود وتختفي الأشباح .وتظهر علي الستارة البيضاء أرقام سنوات تتسارع عبر شريط مصور ثم تثبت سنة 2006 علي الشاشة وتظهر كلمة "مبروك ..
فكرة خفيفة،بسيطة،مقبولة،يفهم منها أن المهرجان انطلاقة جديدة للمسرح المصري.لكن التالي من العرض يعتبر بكل المقاييس فضيحة فنية ،وتعبير عن جهل بتاريخ المسرح المصري،وإساءة متعمدة لفنانيه وخاصة المكرمين في المهرجان.فالشريط المصور بدأ بعرض صور فوتوغرافية لمجموعة مختارة من ممثلي المسرح،مبتدأ بصورة جورج أبيض ما يعني تجاهل مئات من الفنانين المصريين والعرب،وتاريخ ربع قرن علي الأقل،فالمسرح المصري لم يبدأ بالتأكيد مع أبيض ،اللبناني المتمصر مثل مخرج العرض عوني ،لكنها الذاكرة الانتقائية التي تشوه الوعي،والاستسهال وعدم الكفاءة اللذان يتجليان بوضوح شديد في أن كل صور الفنانين الفوتوغرافية المعروضة عبر الشريط المصور هي أما بورتريهات شخصية ،أو صور مأخوذة من مشاهد أفلام سينمائية .ألم يكن الأصوب أن تكون الصور المعروضة للفنانين ملتقطة لهم من مسرحيات قدموها فتظهرهم في شخصياتهم المسرحية؟فما الفرق بين عرض افتتاح مهرجان مسرح وافتتاح مهرجان سينما إلا ذلك الفارق البسيط ؟لكنه فارق يدل علي غياب الوعي بالمسرح وعدم الاكتراث به ،وربما احتقاره .لأنه ما الذي يفهم من تعريف الفنان الراحل حمدي غيث عند النداء علي أسمه لتتلقي زوجته شهادة تكريمه بأنه ريتشارد قلب الأسد وهو اسم الشخصية التي قام بأدائها في فيلم الناصر صلاح الدين ،ثم النداء علي اسم الراحل عبد المنعم مدبولي بلقب بابا عبده وهو اسم الشخصية التي قام بأدائها في المسلسل التلفزيوني الذي يحمل ذات الاسم .مسرحيان يعرٌفان في مهرجان مسرحي:من خلال دورين سينمائي وتلفزيوني:دليل قاطع علي جهل المشرفين علي المهرجان بقيمة المسرح والمسرحيين .
لكل من مدبولي وغيث إنجاز هام في السينما والتلفزيون لكنه لا يقارن إطلاقا برصيديهما المسرحي الهائل والمؤثر.

احتقار المسرح

احتقار وزارة الثقافة للمسرح يظهر جليا من خلال سلوك الوزير فاروق حسني وقيادات وزارته عقب حفل الافتتاح.فبعد العرض،ومصافحة لجنة التحكيم ،وتقديم شهادات التكريم،أدلي الوزير لممثلي محطات التلفزيون ومراسلي الصحف بكلمات خالية من المعني ،والتقت له الصور، ثم غادر المسرح،وفي ركابه كل المسئولين،وكل النجوم .وبعدهم غادرت الكاميرات .وهكذا رفع الستار عن مسرحية افتتاح المهرجان لجمهور يشغل أقل من نصف مقاعد المسرح .الغالبية أذن جاءت من أجل أن تقف أمام العدسات .فالمراد والغاية هي الصورة التي سترفق بالأخبار التي ستنشرها الصحف وتبثها الشاشات لتصل للناس صورة زائفة تدعي أن الدولة تقوم بدورها:تهتم بالمسرح ،تنفق عليه ،وتقيم له المهرجانات،وتكرم فنانيه،وأحيانا تقدمه مجانا .
بينما صورة الحقيقة تؤكد أن الدولة سعيدة باحتضار المسرح،متلهفة للقضاء عليه و حرقه وألا فما معني أن يتجاهل المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الأولي ضحايا التراجيديا التي سيظل تاريخ المسرح في العالم كله يذكرها:شهداء حريق مسرح بني سويف.ألم يكن من واجب المهرجان أن يكرم أسماءهم ؟هل كثرت علي الدولة أعدادهم ؟مفهوم أن ذلك يتعارض مع لائحة المهرجان التي تنص في المادة السادسة علي أن: يقوم المهرجان بتكريم عدد من فناني المسرح ورموزه بحيث لا يزيد عدد المكرمين عن ثلاثة بالإضافة إلي إحياء ذكري واحد من الراحلين في كل دورة وذلك بإهدائهم تمثال المهرجان وشهادة التقدير وإعداد كتاب عن كل مكرم لكن تكريم غيث ومدبولي في نفس الوقت يتعارض أيضا مع اللائحة،يمكن أن يقال إن قرار تكريم مدبولي تم اتخاذه قبل رحيله.والرد: كان يمكن تأجيل تكريم غيث إلي الدورة المقبلة ليكون المهرجان ملتزما بلائحته .
وقد يقال إن المطبوعات والكتب تم الانتهاء من طباعتها ولم يعد هناك وقت لتعديلها، وإن الاستثناء الذي جري فرضته ظروف خارجة عن إرادة البشر .ويكون الرد عندها : شهداء بني سويف هم الاستثناء المطلق في كل تاريخ المسرح منذ عرفته البشرية،وأنه لو توفرت الرغبة في تذكرهم وتكريمهم لكانت المسائل الإجرائية سهلة .كأن يكون التكريم في نفس حفل الافتتاح ،ولكن بصيغة غير مهرجان القومي للمسرح المصري يكرم شهداء بني سويف ويكون مثلا: المسرح، أو الشعب، المصري يكرم شهداء مسرح بني سويف ،وعندها تصدر شهادات التكريم عن الوزارة مثلا ،لا عن المهرجان.الحلول كثيرة لو توفرت الرغبة . فهل يمكن أن يتجرأ أحد،والحال هكذا، ويدعي وجود حياة وروح في هذا المولود الجديد المسمي المهرجان القومي للمسرح المصري وهو يتعامي عن الفاجعة،ويدفعنا لتناسيها عبر تجاهله لها؟ألم يطرأ ببال أحد ما يمكن أن تشعر به عائلات وأصدقاء وزملاء شهداء الخامس من سبتمبر 2005 وهم يشاهدون صور مهرجان المسرح الذي لا يريد تخفيف أحزانهم علي أعزائهم الذين فقدوهم بسبب الفساد المتغول في مؤسسات وأجهزة الدولة ؟ولنتساءل ما هو هدف تكريم الفنانين الأحياء منهم والراحلين،أليس الإعراب لهم،ولعائلاتهم،عن تقدير الدولة والمجتمع لعطائهم الفني ،فهل هناك عطاء أكثر قيمة من الحياة نفسها التي فقدها شهداء بني سويف وهم يحاولون إنقاذ المسرح من احتضاره الطويل ؟
مغادره الوزير ورجاله وعدم مشاهدتهم مسرحية الافتتاح دليل إضافي علي الرغبة في تجاهل،وازدراء أرواح الشهداء،والاستخفاف بأحزان المفجعين في ذويهم الراحلين .فمسرحية بيت الدمية لأبسن قدمتها فرقة قصر التذوق بالإسكندرية،من إخراج جمال ياقوت الذي يهدي المسرحية إلي روح الأحباء:مؤمن عبده،ياسر ياسين،سامية جمال،الذين لا تفارق صورهم ذاكرتنا فالثلاثة كانوا ضمن شهداء بني سويف.وعن ياقوت يكتب مدير إدارة المسرح بقصور الثقافة الدكتور محمود نسيم في تقديمه للمسرحية: خرج من حريق المسرح في يوم الهول ليمضي أياما مثقلة بالجروح والآلام،ولكنه يسترد روحه المتصلة بالمسرح لكن يبدو أن الوزير ورجاله لا يريدون أن يسترد ياقوت وزملاؤه روحهم المتصلة بالمسرح،إنهم بمغادرتهم المسرح يريدون إزهاق هذه الروح ،والتعجيل بموت جسد الثقافة .جسد الثقافة المتمثل في الأجهزة والمؤسسات التي هيمن عليها جهاز الدولة البيروقراطي ويديرها:نيابة عن المجتمع في معزل عن أي تفاعل معه:إدارة فاسدة مفسدة،جهولة.
هذا الجسد البيروقراطي الذي كانت له مسوغات وجود في الحقبة الناصرية بتوجهاتها الشعبوية:علي الرغم من كل الخطايا التي ارتكبتها،وأخطرها تأميم و قمع المبادرة الثقافية المستقلة عن الدولة:أصابته التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في العقود الثلاثة الماضية بأمراض قاتلة بات معها استمراره بهذا الأداء وبقيادة هذه الوجوه جريمة بكل المقاييس.

زفة إعلامية

ويمثل المهرجان القومي للمسرح بالصيغة التي عقدت وفقها الدورة الأولي عرض دال لهذه الأمراض. فلائحته تحدد في مادتها السابعة الفرق التي من حقها التقدم للمهرجان جامعة كل النشاط المسرحي المصري من إنتاج :البيت الفني للمسرح مسرح المحترفين التابع للدولة والبيت الفني للفنون الشعبية مسرح محترف وتابع للدولة هو أيضا ومركز الهناجر للفنون ومركز الإبداع الفني وهما مركزان لنشاط الهواة تموله الدولة ثم فرق الهواة ،وبعضها تمولها الدولة: الهيئة العامة لقصور الثقافة،فرق المسرح الجامعي ،وفرق مسرح مديريات الشباب،وفرق المسرح العمالي ،وفرق مسرح معهد الفنون المسرحية ،وفرق هواة المسرح،أو أية هيئة مسرحية
ثم الفرق المستقلة والحرة،وأخيرا المسرح الخاص.إذن يحق لثمان مجموعات من الفرق المشاركة في المهرجان والدخول للمسابقة التي هي بحسب تكوين المهرجان ولائحته الغاية الأهم .فأي عاقل هذا الذي فكر في أن يدخل هذا الخليط الذي لا يوجد بين مكوناته أية مشتركات سوي أنهم جميعا يقدمون مسرح للجمهور في مسابقة ،وأية شروط غير عادلة تلك التي تجعل فرقة هواة في نادي مسرح في قرية نائية لا تتعدي ميزانيتها ألفي جنيه تتنافس مع فرق المحترفين التي تقارب ميزانيات بعضها الملايين.قد توجد مجموعة مبدعة في تلك القرية النائية تستطيع تقديم عرض يتفوق فنيا وجماليا علي الجميع ،لكن هذه الفرضية ضد كل الشروط الموضوعية التي تجعل المنافسة غير عادلة بالمرة .ومستحيل أن تكون مفيدة للمسرح المصري.
وفي المادة التاسعة من اللائحة تتحدد أماكن عروض المهرجان في منطقتين: منطقة الأزبكية وما حولها، ومنطقة ساحة دار الأوبرا .أي أن المهرجان القومي للمسرح حدد وجوده في القاهرة في المسارح المعروفة ،لماذا لم يفكر الذين وضعوا استراتيجية المهرجان في عقده كل عام في محافظة مختلفة ليتعرف المحرومون من المسرح علي المسرح الذي ينفقون عليه من أموالهم .لكن المركزية البيروقراطية لا تحتمل مغادرة العاصمة التي "تنهب حقوق باقي الشعب . ترتحل الفرق من النجوع والقري إلي المركز الذي يتجاهلها،ويستبد بها،بل يحتقرها،ولا يفكر سادة العاصمة في مغادرة مكاتبهم المكيفة. المادتان السابعة والتاسعة من لائحة المهرجان تؤكدان أن الذين فكروا في عقده أرادوا فقط إنشاء "شوا جديد بروبجندا فجة زفة إعلامية،تبدد فيها الأموال،وتلتقط الصور،وتدور الكاميرات التلفزيونية صانعة زيف ثقافي ومسرحي يضاف لما هو موجود.زيف يراكم الإحباط واليأس في نفوس الفنانين الحقيقيين.فنانون موجودون في كل مكان في مصر لا يجدون فرصا للتعبير والتطور والإبداع .وكل ما يتيحه لهم المهرجان الفرجة علي رسائل التلفزيون عن المهرجان،وقراءة متابعات الصحف.فما هو إذن تزييف الوعي غير ذلك؟،ومما يتولد اليأس غير من أن لا يكون أمام الفنان الحقيقي البعيد عن "العاصمة_المركز إلا الحرمان والحسرة؟.
منظمو المهرجان،وواضعو لائحته يفعلون ذلك عن قصد بالتأكيد،وليس عن سوء تقدير ونسيان .فهم متأكدون من أن جريمتهم في بني سويف جعلت بيروقراطية الأقاليم مرعوبة من تكرارها،لذلك يتعللون بأنه لا توجد مسارح كافية مجهزة جيدا،وأن التكلفة ستكون مضاعفة في حال نقل المهرجان من العاصمة إلي الأقاليم ،ولكن كل هذا نتاج سياستهم .وأي تفكير منطقي يرغب في تجاوز كل ذلك عليه أن يبدأ من بني سويف. فلماذا لا يغير المهرجان موعد انعقاده ليكون يوم 5 سبتمبر من كل عام؟.علي أن يقام كل مرة في محافظة ،وتكون المرة المقبلة في بني سويف نفسها،في أي مكان يصلح للعروض المسرحية إذا لم يكن مسرح المدينة مناسبا ،وليكن العام الفاصل هذا تحديا للدولة لتهيئة مسرح المدينة،والتفكير في أماكن بديلة،ويمكن مد فترة المهرجان لتتناسب مع عدد الأماكن المتاحة. علي أن تلغي المسابقة المجحفة الشروط ،بحيث يكون الهدف أن يشاهد جمهور بني سويف الأفضل من بين كل الإنتاج المسرحي ،المحترف والهاوي. لو تم التفكير في هذا جيدا لكن ذلك وفاء بسيط لأرواح شهداء المسرح،ولأسرهم وأصدقائهم وزملائهم .
أما مهرجان المسرح التجريبي،الذي ينعق في الأول من سبتمبر كل عام ،فيمكن تأجيله إذا كان صعبا أن ينشغل المسئولون بالمهرجانين في نفس الوقت.وسيكون مبرر التأجيل بالنسبة للفرق الأجنبية التي اعتادت المشاركة في المهرجان في نفس الموعد كل عام،مقبولا ،بل سيكون تعبيرا عن مدي احترام الفنان المصري للمسرح وفنانيه.

تواطؤ الفساد والصمت

ولكن هل ينقذ هذا مسرح الدولة ؟ لا لن ينقذه،إنها محاولة فقط لمعالجة هذا المولود المشوه وقد تبرأ القائمون عليه من جريمة العدوان المستمر علي أرواح الشهداء الذي مثله تجاهل المهرجان لهم .
أما إنقاذ المسرح فيحتاج تفكير أخر.تفكير من الجميع :مؤسسات الدولة،والمجتمع،والفنانون.ذلك لأن هناك تواطؤ علي الفساد بين الأطراف الثلاثة .تواطؤ بين الدولة والمجتمع ظهر في اختيار أغلب أعضاء "نقابة المهن التمثيلية لأشرف زكي نقيبا لهم،من دون أن يزعجهم أنه جمع بين كونه رئيسا للبيت الفني للمسرح وهي الجهة الإنتاجية الأهم في المسرح ،وكونه نقيبا.أي أن الفنان الذي يريد أن يشتكي من مسرح الدولة الذي يرأسه زكي:لأي سبب كان:سيذهب إلي زكي نفسه ،الذي أصبح خصما وحكما في نفس الوقت .
وتواطؤ بين فساد مؤسسات الدولة وبين صمت وأسي الفنانين،يتضح من الحكاية الطريفة التالية: ذهبت يوما،قبل نحو أربع سنوات، لتسلم راتبي من مسرح الشباب الذي أعمل فيه،ولم يكن أمين الخزنة قد أحضر الرواتب من البنك بعد،وكان الفنانون والموظفون متململين من الانتظار،وحين حضر راح يعد النقود ببطء مثير للأعصاب، لم يقطعه سوي الفنان ياسر علي ماهر،الذي كان قادما لتوه من الخارج،صائحا بصوت جهور : يلا فين بدل الصمت! وأردف : دا مش مرتب،دا بدل صمت، الحكومة بتدوهلنا عشان نفضل ساكتين ومنفضحهاش علي اللي بتعمله فينا،يلا بسرعة وللغرابة أسرع الصراف بإخراج الكشوف ليوقع الفنان الجميل بالاستلام ،لكنه "الفنان رفض قائلا : الفلوس قبل التوقيع الحكومة مش مضمونة! وبالفعل أعطاه الصراف الفلوس بسرعة،ومضي ياسر بعد أن أبتسم للجميع وحياهم،وكانوا يشعرون بسعادة ما مما قاله ياسر بروحه المتهكمة المرحة . وكان الفنان التالي أقل مرحا فأطلق علي المرتب تعبير إعانة بطالة
كنت صامتا عندما جاءني الدور. أشعر بمزيج من الخجل والأسي والضيق.خجل لأني أتقاضي راتبا شهريا من الدولة من دون أن أؤدي أي عمل،فحتي اليوم،وعلي الرغم من مرور حوالي أكثر من 15 عاما علي تعييني في مسرح الشباب لم أشترك سوي في مسرحية واحدة، لم تتجاوز فترة التدريبات والعرض أكثر من أربعة أشهر.وشعور بالأسي لأني فكرت مرات أن أستقيل من هذه الوظيفة قصدي أستقيل من اللاوظيفة لكن نصائح الأصدقاء كانت أقوي من مثاليتي التي ظلت تتضاءل وتتجفف مع كل راتب جديد استلمه من دون أن أؤدي عنه عملا ،ليس تقاعسا مني ،بل لأن إدارة المسرح لا ترغب في أن يعمل أعضاؤه.طبعا حالتي ليس فردية أبدا فالغالبية من فناني مسرح الدولة علي هذا الحال.
وكنت أشعر بضيق لأني لم أعثر علي التعبير والوصف المناسب لما أتقاضاه..
أمام مسرح الشباب
يصلح مسار مسرح الشباب طوال الفترة التي قضيتها عضوا في فرقته نموذجا دالا علي حال الاحتضار الطويل والبطيء الذي يعاني منها المسرح ،وحال التواطؤ المركب علي الفساد بين الدولة والفنانين. فطوال ال15 عاما كان مقر الفرقة يتنقل بين أماكن مؤقتة،والموظفون والفنانون أشبه بالمهجرين،في وضع أسوأ من البدو الرحل والغجر،فهؤلاء يرثون نمط حياتهم،وقد يجدون فيها سعادة ما.انتقلت الفرقة من الغرفة الصغيرة الملحقة بمقر مسرح معهد الموسيقي العربية في شارع رمسيس إلي غرفة في المسرح العائم ،ثم إلي غرفة في مسرح مصر الذي أعاده حكم المحكمة إلي مالكيه ،بعد عدة أشهر من وجودنا في غرفته القبيحة للغاية ،وسط حديث عن فساد مالي وإداري أدي لضياع المسرح من الدولة ،لتنتقل الفرقة إلي غرفة في مسرح ميامي لبضعة أشهر "تهجر الفرقة بعدها إلي ثلاث غرف ملحقة بغرف تصنيع الديكور التابعة للمسرح القومي وفق شروط قاسية ،منها :ألا يدخل الفنانون والموظفون مسرح الشباب من باب القومي ،بل يدخلون من باب جانبي من أمام موقف الأتوبيسات في العتبة ،وألا يستخدم الفنانون والموظفون دورات المياه التابعة للقومي . ومن يضطر منهم يجد نفسه أمام ثلاثة خيارات :أما الذهاب للمسجد المقابل، أو دورة المياه العمومية في الميدان، أو الانتظار حتي يعود لبيته .أما الغرف الثلاث فلا يمكن تصور أبشع من منها مكان لممارسة أي نشاط إنساني وظيفي وفني.
تولي إدارة الفرقة خلال هذه المدة خمسة مديرون.حدثت مع ثالثهم المخرج عبد الغني زكي واقعة تشخص بدقة الكيفية التي تختار بها الدولة رجالها .كان زكي المدير يخرج عرضا للفرقة في الإسكندرية،وحدث بعض التأخير في صرف مستحقات الفنانين المالية، فأوعز المدير للفرقة أن ترسل رسالة استغاثة لوزير الثقافة ،ووقع عليها العاملون في المسرحية إلا هو . وفي اليوم التالي ذهب رئيس البيت الفني وقتها الناقد سامي خشبة للإسكندرية حاملا من الوزير رسالة شفوية لمدير الفرقة والمخرج مفادها "إن الدولة اختارتك لتولي هذا الموقع كي تخمد الحرائق ،وتسكت الشكوي،وتطرد المتذمرين، فكيف تقف وراء ذلك ، واجبك أن تسكن لا أن تأجج أما كيف عرف الوزير سريعا هكذا بأن المدير هو المحرض فظل محل استغراب المدير طوال حديث خشبة إلي أن سلمه الرسالة الخطية قرار الإقالة .
المدير الرابع كان الراحل الدكتور محسن مصلحي _أحد شهداء بني سويف­ الذي احترم نفسه وبر بوعده وقدم استقالته لأن الوزير لم يف بتعهده بتخصيص مسرح ومقر لائق للفرقة خلال عام علي الأكثر.
أما المدير الحالي،خالد جلال،فيكفي للتدليل علي كفاءته في إدارة الفرقة أنه لم يذهب لتلك الغرف الثلاثة منذ أن تولي،في نفس الوقت،إدارة مركز الإبداع الفني .يذهب إليه الموظفون بالأوراق ليوقعها في المركز ،ويذهب إليه هناك أيضا الفنانون لمناقشة مشاريعهم التي ينتجها مسرح الشباب.من الأفضل ألا تسأل عن الحكمة في أن يجمع جلال بين إدارة الفرقتين فذلك يدخل في باب النظر إلي أرزاق الناس وهو أمر غير مستحب.
لكن هناك سؤال أخير ضروري،وإن كان يتعلق بالأرزاق:كم تكلف حفل افتتاح المهرجان،وكم كان أجر المخرج وليد عوني عن إخراجه تلك "الإساءة المتعمدة للمسرح والمسرحيين المصريين ؟

مجلة أخبار الأدب

30/7/2006